لآيات الكونية حولنا تنبئنا بوحدانية الله تعالى فهى من أهم الأدله على ذلك فمن منا ينظر للسماء ويتفكر فى هذا الملكوت العظيم !!؟من منا اختلس من حياته بعض ساعات يفكر كيف كانت بداية الحياة ونشأة الأرض لعله بهذا التفكير يصل لمراتب العالمين يقول تعالى {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا...
هدف السورة:دور الحج في بناء الأمّة سورة الحج هي من أعاجيب سور القرآن الكريم ففيها آيات نزلت في المدينة وأخرى نزلت في مكة ، وآيات نزلت ليلاً وأخرى نهاراً، وآيات نزلت في الحضر وأخرى في السفر وجمعت بين أشياء كثيرة. وهي السورة الوحيدة في القرآن كله التي سميّت باسم ركن من أركان الإسلام وهو الحج. فالسورة تتحدث عن. وبزحمة ذلك اليوم والناس يملأون أرجاء الأرض وكلهم متجهون
إلى مكان واحد في لباس واحد في حرّ الشمس
(النفرة من مزدلفة والنزول من عرفة والتوجه لرمي الجمرات).
ولذا جاءت الآيات
في أول السورة عن يوم القيامة
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا
تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى
النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) آية 1 و2
وكم تساءلنا عند قراءتنا لسورة الحج
ما الرابط بين يوم القيامة وسورة الحج!
والآن وضحت الصورة وفهمنا مراد الله تعالى من هذه الآيات فما
أنزل الله تعالى الآيات إلا في مكانها المناسب بتدبير وحكمة لا يعلمها
إلا هو ولكن العبد يجتهد في تحرّي هذا المعنى حتى يفهم هدف
الآيات التي يتلوها فسبحان الحكيم القدير.
2. والحج يذكرنا بيوم البعث:
فمنظر الحجيج في مزدلفة وهم نيام بعد وقوفهم في عرفة عليهم آثار
التعب ويعلوهم التراب والغبار ثم يؤذن لصلاة الصبح فتراهم
يقومون وينفضون عنهم التراب كما لو أنهم بعثوا من قبورهم يوم البعث.
3. والحج يذكرنا بالجهاد :
ولذا جاءت آيات الجهاد في السورة بعد آيات الحج لأنّ الحج تدريب قاس
على الجهاد لما فيه ارتحال من مكان لآخر وتعب والتزام بأوقات ومشاعر
أمر بها الله تعالى وعلّمنا إياها رسولنا الكريم.
4. والحج يذكرنا بالعبودية الخالصة لله تعالى :
فالكل في الحج يدعون إلهاً واحدا في عرفة حتى الشجر والدواب
والطير والسموات والأرض كلهم يدعو ربه ويسبحه لكن لا نفقه تسبيحهم.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ
وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ
عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء) آية 18.
..